تداول المعارضة
حمادة فراعنة
بعيداً عن طريقة الاصطياد لأي منهم، على طريقة المعارضة الفوضوية غير الجادة، وليس بهدف التشكيك لشخص اي منهم، أو الترحيب والتثنية نحو تصريحاتهم ، فالتقييم الواقعي في نظري هو عنوان الاستهداف لقراءة مواقفهم ، لإرساء قاعدة من الفهم والتعامل مع المستجدات، ووضعها في إطارها، في مكانها، في وقتها، وتوظيفها خدمة لشعبنا وتطوره واقترابه من التغيير نحو القيم الديمقراطية، وقبول التعددية واحترامها، وصولاً إلى تداول السلطة التشريعية والتنفيذية عبر صناديق الاقتراع.
تصريحات رؤساء الوزراء السابقين حول ما هو سائد حالياً، تصريحات طبيعية، يجب أن لا تكون مستهجنة، أو غريبة، لعدة أسباب:
أولاً: السياسي أي سياسي، والمسؤول أي مسؤول، حتى في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية هو غير نفسه حينما يكون خارج سلطة إتخاذ القرار، فهو لا يرى ما كان يراه وهو في الموقع، حيث تتغير درجة الرؤية لديه وموقعه نحوها، من موقع القرار، إلى موقع الرؤية من خارج مؤسسة سلطة القرار.
ثانياً: هو بطريقة غير مباشرة يريد أن يدعي أن فترته وإدارته ووقته كانت الأفضل وهذا حق مشروع له، ولذلك يضع المقارنة، والتنبيه لفترته باعتبارها الأفضل، مقارنة بما هو سائد حالياً من تراجع ومديونية، بدون أن يكلف نفسه شجاعة الاعتراف نحو انه كان مساهماً وشريكاً في تحمل جزءاً من مسؤولية ما نعانيه من تراجع وانحسار ومديونية وقلة الحيلة.
ثالثاً: توصيل رسالة مشروعة، قد تكون احتجاجية، مفادها أنه موجود ومتابع وحريص، وعلى صاحب القرار مشاورته أو الاستفادة من خبراته، فيدلو برسالته علناً، وبوضوح بالغ حت تصل لمرادها، فقد تحول من شريك في صنع القرار إلى مستمع، فيؤدي دوره كواجب نحو التنبيه بالنقد والاحتجاج.
رابعاً: عدم إدراكه أن عهده، غير العهد القائم، فمن منا لا يصطدم مع ابنه، حتى ولو كان ولده ينظر إليه أنه النموذج المحتذى، ولكن تصادم الأجيال يفرض شروطه الموضوعية بعيداً عن الرغبات الذاتية، بين السابق واللاحق.
خامساً وأخيراً يُقدم أوراق اعتماده لشعبنا، في تنصله مما هو قائم وسائد من قسوة ووجع ومتاعب، وهو بالتالي يتهرب من مسؤولية ما وصلنا إليه، رغم أنه جزءاً من رسالة وعليه قبول رياضة التتابع حيث أن كل مسؤول يستلم ويُسلم الراية لمن هو بعده.
ومع ذلك علينا أن نتعود على القيم الديمقراطية فالشخص والحزب والمجموعة والشلة التي تكون خارج سلطة القرار يجب بالضرورة أن تكون معارضة، حتى ولو كان الفريق أو الشخص أو المسؤول الحالي هو أفضل إدارة من سابقيه، هكذا هي لعبة السلطة!!.
هل ننسى فريق زيد الرفاعي في مواجهة فريق مضر بدران، كان لكل فريق أدواته ورؤيته واجتهاده في ظل النظام السياسي الواحد السائد؟؟.